ميضار...هي فوضى؟؟

ميضار...هي فوضى؟؟



ليس عنوانا للفيلم المصري الاخير، وانما هو عنوان معانات مواطني جماعة ميضار مع الفوضى العارمة التي تعيش الساكنة تحت رحمتها في ضل غياب تام للمرافق والتجهيزات الاساسية في جميع الميادين.

الصحة بميضار حدث ولاحرج، مستوصف في شكل "نملة" لازيد من 30 الف من البشر، دون ادراج الوافدون الجدد على الحياة (طبعا ازدادوا في منازلهم) وليس بينهم وبين " المستوصف" سوى الخير والاحسان. ما يزيد الطين بلة، هو الاطر الطبية التي ومع مرور السنين تنقرض تباعا، فعلى عكس ما كانت الساكنة تنتظر، فمستوصف ميضار كان يسهر على تسييره طاقم من 14 بين ممرض ومساعد وطبيب(هذا في ايام زمان ياحسراه)،حينما كان سكان ميضار وبني توزين لا يتعدون بضع مئات، اما مع التقدم التكنولوجي(والتقدم في الانجاب)، اصبح عدد الاطر الساهرة علىصحة المواطنين لا تقل على ثلاثة : طبيب رئيسي يتحمل لوحده محن 30 نسمة مع وجود طبيبة(شبحة) تقطن بالناظور ولا تحضر الا(سائحة)وعندما تكون موجودة تراها منهمكة في صباغة الاضافر والحفاظ على الماكياج الى ان تدق ساعة الاغلاق فترحل بلا رجعة(بنت لبلاد ياحسراه)، ممرض متقاعد يسعف الناس اينما وجد في ضل موضقين وموضفات اشباح، منازل حكومية يستعمرها اناس لا يربطهم بمجال الصحة سوى ما تيسر من الخير والاحسان، متقاعدون في ملكيتهم فيلات وعمارات لازالوا يتمسكون بدور مخصصة للاطر الطبية وليس لتفريخ الابناء والاحفاد، مولدات لا حياء في وجوه بعضهن، فتراهن يتصيدن الفقراء والمواليد الجدد، والويل لمن يتجرا وتلد زوجته ليلا (احداهن تنظر بعين واحدة من وراء بابها للتاكد من مول التقرقيبة).

في الصحة دائما: مستوصف،مستشفى،كوري،سجن... لا نعرف ما قد يطلق عليها من الاسماء لبناية مر على الانتهاء من اشغالها ازيد من عامين ولازالت عذراء، عرضة للتاكل والتسكع، وفي المقابل ساكنة الريف بجماعات ميضار، قاسيطا، ازلاف، افرني،تفرسيت، بن الطيب لا تتوفر على مستشفى واحد ياوي ما يقارب 60.000 نسمة. اللهم ان هذا لمنكر.

قنوات الصرف الصحي في دار غفلون، اينما تطأ تشم رائحة البشر والحشر تنبعث من جميع النواحي والمكتب اللاوطني للماء المهلك للصحة يتفرج على الوضع علما ان مشروع الصرف الصحي لميضار قد قدم منذ سنين ولم يبرح مكانه(حيدو عليه الغبر بعدا).

السوق الاسبوعي بيع، ميضار لا موارد ولاهم يحزنون، لا احد يعرف من المكلف بنظافته، روائح كريهة، بقايا الاسماك والخضر هنا وهناك وعلى جانب الطريق الرئيسية ، فوضى بالجملة، موارد لا نعلم من صاحبها، نعلم فقط ان احدهم يجمع نقود التجار يوميا واسبوعيا ولا نعلم اين تذهب.

من الناحية الامنية، غياب دوريات الامن يجعل من تسول له نفسه تهديد ارواح المواطنين يعيش حرا طليقا، لا تابع لا متبوع، خاصة في الساعات المتاخرة من الليل مما يجعل شباب المنطقة يتبول من شدة الخوف ان هو بقي طويلا خارج البيت، ليبقى لقمة المتسكعين والمجرمين الذين يظهرون ليلا مثل "الوطواط".

تلك هي حالة ميضار والجماعات المجاورة، ونحن نستقبل جاليتنا بالخارج وعلى بعد ايام من الزيارة الملكية للاقليم، تقف ساكنة الريف المقصي والمهمش ملتمسة زيارة ملكية لهذه المنطقة والوقوف فعليا على مشاريع تنموية لساكنة تقدر ب260.000 نسمة بعيدة كل البعد عن الحضارة والتنمية، فلا طريق رئيسية في المستوى ولا مستشفى ولا بنيات تحتية اساسية ولا فرص عمل للشباب المستسلم للبطالة.